قصة قصيرة ( حمار عم محروس )...
عندما رجعت من عملي لمحت عيني بكاء عم ( محروس) بائع الخضار على رصيف العمارة . تألمت وأنا اقترب منه سائلاً : عم محروس ما يبكيك ..؟ نظر في حزن وهو يقول : مات الحمار. وهو الذي كان يحمل بضاعتي وينقلها , ثم وضع رأسه أرضاً وهو يكمل ولا أستطيع شراء غيره فلا أملك ثمنه وحياة أسرتي كان يعتمد على تجارتي التي انتهت بموت الحمار . قلت : كل هذه المناحة من أجل موت حمار قم يا رجل لا تشغل بالك عد لبيتك واترك الموضوع على الله ثم علي ِ , وفكرت بسرعة في وجود حلاً لمشكلة عم ( محروس ) اتفقت مع زوجتي أني سأقوم بجولة على جميع سكان العمارة لجمع مبلغ مساعدة ولكن يبدو أنها لم تكن فكره صائبة فعند أول شقة فتحها أول جار لي بربع ملابسه وكرشة ويده تمسك قطعة بطيخ , ألقيت السلام: أسف للإزعاج لقد مات حمار عم (محروس ) بائع الخضار أسفل العمارة نحتاج لجمع تبرع لشراء حمار,, فهب يصرخ والبطيخ في فمه :عيب عليك يا أستاذ إزعاجنا وقت راحتنا من أجل حمار , ومد يده يقول تفضل بطيخ . تركته وطرقت الجار الذي يليه الذي انفجر ضاحكاً وأغلق الباب وهو يحدث زوجته التي تسأله من الطارق..؟ فقال لها أنهم يجمعون تبرعات لشراء حماراً جديداً للعمارة ..وترد عليه : هل سيقوم بتوصيلنا ؟ فيضحك وهو يقول : أى حمار يكفيك عزيزتي تحتاجي فيل لتوصيلك . تقدمت للجار الذي يليه ..نصف العمارة ضحك ساخراً والنصف الأخر أعطاني بضع جنيهات , ولكني أقنعت زوجتي ببيع خاتمها ولم تتردد في فعل الخير من أجل إنقاذ أسرة وذهبت إلى عم( محروس ) الذي صرخ وهو يكاد يقبل يدي ويدعو ويبكي ورجعت أشعر بفخر أني فعلت عمل كريم , بعد عدة أيام لم أرى عم محروس قد ظهر بالحمار الجديد انتابني القلق ذهبت للسؤال عنه أخبروني بحصوله على عقد سفر للخليج وغادر البلاد.3/11/2015محمدابوالنجا