قال صديقي متسائلاً : ماذا أفهم من بيت القصيد ( دقات قلب المرء قائلة له ان الحياة دقائق وثواني ) قلت له سلم الله فاك على ما نطق من قول جميل ! هذا بيت جميل جميل يفرح له كل من كان جميل الصفات والخيرات ويعرف أن الحياة كلها عبارة عن لحظات من الدقائق والثواني لا تستحق الأسف أو التأسف عليها ! فيبقى طوال حياته غاية في الاستقامة !وهو شديد الحب للقاء ربه لأنه لم يقترف ذنوباً قد هتكت عرضاً أو قتلت نفساً بل كانت الصالحات من الاعمال هي ديدنه فيفرح بالموت أشد منه فرحا بالحياة ! حتى انه ليضع يده أحياناً على صدره ليسمع تلك الدقات ويقول لها : حتى متى حتى متى تلازمينني ؟ هذا بالنسبة لحكماء القوم ! أما بالنسبة لأكابر مجرمي الظالمين فان هذا البيت ينغص عليهم حياتهم لأنه يذكّرهم بهادم اللذات ويقلب الطاولة على رؤوسهم ويشطب مشاريع الخلود من آفاق تخطيطاتهم ! أما بالنسبة للأحبة والذين يفرحون بلقاء بعضهم البعض فيجعل هذا البيت من الشعر حياتهم غاية في التالق وانتظام الحياة بأبهى معانيها فهم يغتنمون كل دقيقة وكل ثانية لكي يتمتعوا بأيام الصفاء والهناء والوفاء ! فيجلب لهم هذا البيت من جمال اللقاء وجلال النقاء ما يجعلهم يقولون للشمس تعالي تعالي بعد سنة مش قبل سنة ! قال صديقي لقد أرويتني من المعاني الجميلة قلت له لا أظمأ الله لك ريقاً من الألفاظ الجليلة ! الأديب وصــــــــــــــــفي المشـــــــــــــــــــــــــهراوي ..