( سألني صديقي الذي لم ولن تنته أسئلته ما دمتُ حيّاً : هل سمعت أديبنا بيت القصيد الذي يقول : إن السماء اذا لم تبكِ مقلتُها لم تضحك الأرض عن شيء من الزهر ! قلت له : الله الله الله ما أجمله من قصيد وما أعطره من شعر وما أنداه من قولٍ سديد ! يا صديقي لأول مرّة أشعر أنك تسألني عن الجمال أين يكون ؟ هذا هو الوصف الجميل وهذا هو اللفظ الرقراق والمعنى الهادف ! هنا تكمن حلاوة اللغة ونضارة الحروف ! لقد أحسن صنعاً ذاك الشاعر حين ربط عطاء السماء من الماء بإحياء الأرض واخضرارها ! واذا لم تبكِ السماء وهنا كناية عن المطر النافع وكأن السماء هنا انسان ذي مشاعر نابضة له عيون وجفون تبكي ! ووصف الأرض كذلك بأنها تضحك بأزهار تنبت وثمار تطلّ من أكمام عناقيدها وكأنها الانسان العاقل الواعي الذي يتأثر بالحدث ويتفاعل مع مستوجباته ! إنه الجمال بأبهى صُوَرِه ! لا أدمع الله لك عيناً يا صديقي الا من خشيته ! وأضحك سنك ما دمتَ حيّاً ! قال صديقي بعد أن دمعت عيناه : جميل هذا التأويل والتفسير ! فضحكت أنا حين بكى فكأنه السماء وكأنني الأرض ! ولا غروّ فنحن من الأرض خُلِقنا ! الأديب وصفي المشهراوي ...
أعجبني