((..أنا في الشام..))
سلامٌ للرُّبا طيَّ الكتابِ
و أشواقي كجمرٍ في التهابِ
و حبّي لا يساويه ِ التَّمنّي
و شوقي ليسَ يلغيهِ اغترابي
تهامسُني الحقولُ بكلِّ أنسٍ
أجيبُ الزَّهر منْ عالي السحابِ
فلسطينٌ وَ هلْ في القلبِ إلَّا
فلسطينٌ تمنَّعُ في الحجابِ
على الأوتارِ أعزفُها حنيناً
شغافُ القلبُ يبدأُ بالّتصابي
كلانا في الهوى صبٌّ شغوفٌ
فما أدري إلى أينَ انتسابي
إلى بيسانَ أمْ للّدِّ أهفو
إلى صفدٍ ورملةَ في الغيابِ
إلى يافا و حيفا أمْ لقدسٍ
لبئرِ السَّبع يمعنُ في السَّرابِ
متى سنعودُ قدْ طالَ انتظاري
و بحرُ الشَّوقِ يزخرُ بالعُبابِ
متى سنعودُ قدْ حدثتُ قلبي
وقلبي مجهضٌ وأدَ انسحابي
أجابُ القلبُ و الأشواقُ ثكلى
غداً سنعودُ يا أرضَ المصابِ
إلى الجنَّاتِ قدْ مُلئتْ بِحُورٍ
إلى الجنَّاتِ تنأى عنْ يبابِ
إلى كلِّ الحقولِ و زارعيها
إلى الليمونِ يزهر بالعتابِ
إلى التَّاريخ في خلدي و ذهني
إلى الوديانِ تأنسُ بالهضابِ
إلى الأنهارِ و الشطآنِ فيها
إلى الأطفالِ قدْ ملؤوا الرَّوابي
فلسطينُ البعيدةُ عنْ عيوني
هواها قدْ تغلغلَ في إهابي
فلسطينُ الَّتي في القلبِ تفغو
كما الأحلامُ في زمنِ الشَّبابِ
أحبُّك يا بلادا ً لم ْ أزرْها
أحبُّكِ رغمَ بعدي واقترابي
لي الآهاتُ في زمنٍ تردَّى
لي الأحزانُ تنهشُ في ثيابي
لي الآمالُ أنْ تحيا بلادي
لأزرعَ أرضَها رغمَ التَّباب
و أجعلَها كجنَّاتِ العذارى
يهيمُ الطَّيرُ في كلِّ الشّعابِ
فلسطينُ العصيةُ للأعادي
سترجعُ حرَّةً رغمَ الكلابِ
و لكنّي أعاني في بلادي
منَ التَّدمير يأذنُ بالخرابِ
هنا في الشَّامِ تثقلُني المنايا
أنا في الشَّامِ أرزحُ تحتَ نابِ
أنا في الشَّامِ يقتلُني الأعادي
أنا منْ حمصَ يسحقُني اغترابي
تمالأَ كلُّ من فيْ الأرضِ طُرّاً
علينا و العِدا زحغوا لبابي
ولكنّي هنا في حمصَ أدعو
لربّي بالدُّعاءِ المستجابِ
يحرّرُ أرضَنا منْ كل ِّ غازٍ
و ترجعُ قدسُنا رغمَ الحرابِ.
الشاعر: عبد الزراق محمد الأشقر
سوريا. حمص