((...أنا من "حمص"...))
تجلّى الحبُّ في قولي تجلّى
وآلى أنْ يكونَ صدىً و ظلّا
و إنّ الحبَّ تنسجُهُ حروفٌ
إذا حُلّتْ فإنَّ الحبَّ ولَّى
أليسَ الحبُّ منْ ربّي عطاءً
لماذا النَّاسُ تأبى أنْ يحلّا
قلوبَ العاشقينَ ويستبيهمْ
ويجعلُهمْ كزهرٍ زادَ فلّا
همُ الأزهارُ في روضِ التجلّي
همُ الأطيارُ تأبى أنْ تظلّا
بأقفاصٍ كما المسجونِ فيها
يحاولَ فكّها و يريدُ حلّا
على الأشواقِ أنْ تغفو قليلاً
لتحلمَ باللقاءِ لمَنْ أطلّا
مريضاً بالتجافي منْ بعيدٍ
لِتُبْدِلَهُ مكاناً منهُ سهلا
و توقظَهُ على آهاتِ قلبٍ
بكى منْ شوقِهِ حتّى أُعِلّا
تداويهِ و تجعلُهُ سليماً
وترجعُهُ صديقاً ثُمَّ خِلّا
أنا منْ(حمصَ) أهديكمْ سلامي
(فهلْ منْ قائلٍ أهلاً و سهلا)
وأهلاً بالأحبّةِ في الحنايا
فصدري واسعٌ قدْ صارَ أهلا
و(حمصٌ)في الفؤادِ لها دمائي
و لكنّي أردتُ الآنَ وصلا
تحدثُني الليالي كلَّ حينٍ
كمَنْ قدْ قامَ ليلاً ثُمَّ صلّى
فقدْ بَعُدتْ و لكنْ قربَ عيني
انا في القربِ للنّيرانِ أَصْلَى
كذا الأيّامُ قدْ دالتْ بشامي
و قدْ وصلتْ لقدسٍ و المُكلّا
ففي الأوطانِ أوجاعٌ و حزنٌ
عنِ البلدانِ ربّي ما تخلّى
سنرجعُها كجنّاتٍ جميعاً
إذا(الماموثُ)عربدَ ثُمَّ ولّى
و نحيا بازدهارٍ في بلادي
و نشرعُ في البناءِ و لنْ نَكِلّا
و جاءَ (الرّوسُ) يحتلونَ أرضي
و قدْ عاثوا بها ذبحاً و قتلا
أناخوا الطّائراتِ و ليسَ عدلاً
نقاتلُهم بسيفٍ ليسَ عدلا
الشاعر: عبد الزراق محمد الأشقر .سوريا.