قصيدة ( شاعر يرثي نفسه)
بقلم. بشري العدلي محمد
يا بشر ...
. هل ضاقت بك الأبواب؟
هل نويت حتما الذهاب؟
تمهل ليلة أخرى...
فمازالت أحلامنا مشوهة
وابتسامتنا صارت تائهة
أبشر .....كيف نهارك التالي؟
كيف تغادرنا دون وداع ؟
أتترك أحلامنا في صراع؟
دفاترك تسأل عنك هل تعود ؟
أتكتب مرة أخرى ؟
أتمحو مرة اخرى ؟
أتقرأ رسالتك المرتجفة ؟
أتطوي حروفك الثائرة؟
قلمك ينزف ألما
حرفك ينشد حلما
كنت تحلم بالربيع في الأرض النبيلة
كنت تزرع الأمل في العوالم البغيضة
أبشر .... أجبني لا تتركني
لمن كنت تكتب ؟
للرياح السموم وجراد الليالي
للموت العاصف يقتل أحلامي
خناجر كانت تطعن أفراح قلبك
تقتل عصافير الفرح في صدرك
كنت تبحث عن ينابيع النور
وتنثر عطر المحبة في الزهور
كنت تطارد أسراب الظلام
والأفاعي في كهوف اللئام
قبل أن ينسج الموت خيوطه
رحت تحلم بدنيا جميلة تنسي آلامك
ترسم الضحكات على شفاه بأحلامك
تكتب قصائدك بدمع نازف
وتشدو حروفك بأمل وارف
هيهات للحلم ... هيهات
فقد سرق الموت أحلامه
وضاعت آماله في ألامه
ها هو يستلقي وحيدا
وحيدا ....يستلقي
وآلاف الأقدام تمضي أمامه
وآلاف العيون تبصر جثمانه
عجيب ....كيف لا تبكي ؟
أين المحبون ؟ أين الأهل ؟
راحوا عجالا يمزقون ورقة الميلاد
تتطاير معها الذكريات والأمجاد
أبشر .....أنت الآن تستلقي وحيدا
الأحلام في شفتيك يبست
والآمال في صدرك جفت
وحيدا أنت تستلقي
ولا شيء ينتظرك
سوى تابوت ودود
وصمت ماله حدود
أبشر ....وداعا صديقي
وداعا يا صاحب الحلم الأخضر