#سلوة_المبعد
--------------
مـا بـالُ عَـيْنك مـنْ أسـىً لـمْ تـرقُدِ
أَهُــــوَ ادِّكَــــارُكَ ذاتَ قَــــدِّ أَغْــيَــدِ
أمْ أنَّ قَـلْـبَكَ مِــنْ لَـظَـى هِـجْرَانِهم
شَــبَّــتْ بــــهِ نــــارٌ ولــمَّــا تَـخْـمَـدِ
غـــادرْتَ أهْــلَـكَ والـصِّـحـابَ وبـلـدةً
وسـكـنـتَ مُـوحـشـةً بـقَـفْـرٍ أَجْــرَدِ
وعَــزَفْـتَ عـــنْ قـــالٍ وقــيـلٍ نَـائـياً
وهـرَبْـتَ مِــنْ وَاشٍ وعَـيْـنِ الـحُسَّدِ
ظَـنُّوا بـأنَّكَ حِـلْفُ كِسْرَى حِدْتَ عَنْ
نَـهْـج الـصَّـوابِ وعَـنْ شـريعةِ أحـمدِ
ورَمَـــوْكَ بـالـنَّـبلِ الـظَّـنُونِ ومــا دَرَوْا
مــا ذُقْــتَ مِــنْ طَـعْـنٍ بـكُـلِّ مُـهـنَّدِ
فـلـرُبَّما تُـبْـدِي الـلَّـيالي مــا انْـزَوَى
مِــنْ نُــورِ وَجْـهكَ وَالـمُضلَّلُ يَـهْتدِي
يَـسْـرِي إلـيـكَ الـطَّـيفُ بـعـدَ تـفرُّقٍ
وتـعـيشُ فــي دفْءِ الـحَبيبِ الأَبْـعدِ
أهـدْيـتَ ثـغـرَ الـطَّيْفِ قُـبلةَ عـاشقٍ
ونـفخْتَ رُوحَ الـحُبِّ فـي قلبٍ صَدِي
مَـــاذا تــقـولُ وفــيـهِ كُـــلُّ قَـصـيدةٍ
قــيـلَـتْ وكــانَــتْ ســلـوةً لـلـمُـبْعدِ
فـلـئِنْ قَـسَـا يـومـاً عـليكَ فـلا تـجِدْ
في النَّفْسِ شيئاً ذاكَ رُوحُكَ سيِّدِي
لــو كــانَ هــذا الـطَّـيفُ حُـرَّا مُـطْلقاً
لـجـعلتَهُ شَـمْـساً تُـشِعُّ عـلى غَـدِ
لـكـنَّـهـا الأقــــدارُ لــيـسَـتْ مُـلْـكَـنَا
مـا كـانَ حـظُّ الـنَّاسِ يـوماً فـي اليَدِ
فـلـعلَّ فــي الأُخْـرَى يـكونُ لِـقاؤُكُمْ
ويــكـونُ مـوعـدُكـمْ بـأفـضـلِ مَـقْـعدِ
ـــــــــــــــ
خالد حمدان