سعدتُ بوصلكم والشعر يحلو ......وفي الإبداع نطمَحُ للوُصولِ
ومن طلب الزِّيادةَ زادَ تيهاً .............وليس بطبعنا طبعُ البخيلِ
بأشعارٍ يطيبُ بها لِقانا .................فَطيبُ القولُ بالكَلِمِ الأصيل
ولا يَغويكَ بعضُ الناس جِسْماً .......ولا تنظر إلى ضعف النحيل
(لقد عظمَ البعيرُ بغيرِ لبٍّ) ...............تراهُ يتوهُ ما بينَ الحُقولِ
يدرجُهُ الصبيُّ على هوانٍ ...........ويرضي حين يُمْسَحُ بالقليلِ
أخي تلكَ النُّفوسُ مخلّداتٌ...................ومنيتُها التّطلُّعُ للجليلِ
فبارك يا إلهَ العرش فيها ................وزوِّدها من الخُلُقِ الجميلِ
سكنّا في ديار المَجدِ حيناً ..... ......وعاصَرنا الكريمَ مع الجهولِ
فمِن هذا تعلَّمنا صُعوداً.......................وذاك رفيقُنا عند النزولِ
حكيمُ القومِ ينثرُنا جُماناً.....................وآفتُنا المُكابرُ والفُضولي
(إذا جارَيتَ في خُلُقٍ كريماً).............تعلّم حكمةَ الرَّجلِ الجليلِ
ولا تبغِ الفسادَ بكلِّ أرضٍ.................وحاذِر حين توصفُ بالثقيل
ولا تندمُ إذا قدّمتَ خيراً .................ولو شِقاً من التمر المَجولِ
فعندَ الله قد تلقاهُ كنزاً ..................يضاعَفُ حين يُتبعُ بالجميلِ
كتبتُ الشعرَ لا أبغي مَديحاً..........وأنصحُ إخوتي وأُرِي عَذولي
وانصحُ والحروفُ بها شُعاعٌ ..............يغوص وقد يُلاقى بالقبول
وكلُّ الدِّينِ مختَصرٌ بقَولٍ ................حَديثٌ مسندٌ قولَ الرسولِ
نصيحتُنا وكلُّ الدين فيها ...............وبَعْضُ القولِ يُسندُ بالدليلِ
فكن كالماء تَسقِي كلَّ أرضٍ ................يمر بها ،ويأذنُ بالرحيلِ
وكن كالشمس تسطعُ كلَّ صبحٍ.فتشرِقُ في البراري والسهولِ
تعلّم من بُغاثِ الطير درساً ............تُجاهد في الحياة بلا معيلِ
منَ الشَّجر التّألقَ للأعالي .............منَ المَطر التَّزاحُمَ للهُطولِ
أخي ليس السعادةُ جمعَ مالٍ ............وليس فقيرُ قومٍ بالذليلِ
يعيش المرء في خلقٍ وعزٍّ ...................بمالٍ لوْ تُوُصِّفَ بالقليل
ولا يرضى المعالي في خُنُوعٍ.............ولا يقتاتُ مِن مالٍ غَلولِ
ومن صلَّى على العدنان عَشراً ...........غداً يلقاهُ بالأجر الجزيلِ
==================================
عبد العزيز بشارات /أبو بكر فلسطين