في بلادهم السجنُ
تجربة السجن عند العرب
12-1-2016
وكأنّ لي بعد اجتياح الموتِ عندي
حظٌّ لعمرٍ جديدٍ ربي قد وهَبْ
بعد افتعال الموتِ افعاله فيمن معني
وظننتني في اختبار الحياة قد رسبْ
وكأنني علمتُ موقِناً بعد اغتيابٍ
أن عمري قد تجدد أو مرة أخرى قد كُتِبْ
فالأوجاعُ التي ارتسمت على جسدي من التعذيبِ
تخضّرت أوراقها ألماً على صدري من العجَبْ!
أيهذا العمرِ قد تجدّد بعد إمعان العذابِ
وقد دنوتُ من موتٍ محقَّقٍ بقوةِ الظالم قد سلَبْ
في بلادهم السجنُ مرتعُ الخيابات التي جمعت
كل أصحابِ المقامات والأعلامِ وشموخَ الأدب
في بلادهم السجنُ توطئة للموتِ والخلاصُ
أمنيةً لمن ذاق الويلَ من يديْ أبي لهبْ !
في بلادهم السجنُ موئلُ الامنياتِ نحو الموتِ
كل من زاره مرة تمنى الموت على الغضبْ
في بلادهم السجنُ غرفٌ ليليةٌ سوداء مظلمةٌ
ورجالٌ تفننوا بالتعذيبِ لا بإلقاءِ الخُطَبْ !
في آخر الأرض بالصحراءِ أو تحت الترابِ
الزنازينُ التي فيها الموتُ حارسٌ قد انتصَبْ
في بلادهم السجنُ اصواتُ المعذّبين والمقهورين
واجتراءاتُ الذين اوقفوا فيه من مظالمِ من غلَبْ
في بلادهم السجنُ سيوف تقطيعُ الرؤوسِ سياسةٌ
والقتل والتشريح والسيفُ لأصحاب الحق انتصبْ!
في بلادهم السجنُ رأيتُ رؤوساً متحجرة غرقى بالتُّرَبْ!
في بلادِهِمْ السجنُ فيه يُمنعُ السؤال ولو عن الذهبْ
في بلادِهِمْ السجنُ يمنع الاستفسارُ حتى عن العِنَبْ
في بلادِهِمْ السجنُ مفتاحُ الطريق إلى بوابةِ الغيهَبْ!
حاولتُ مرة أسأل السجّانَ عن السبب
فلم أدرِ عددَ الضربات التي انهالتْ كألسنةِ اللهبْ
ولم أدرِ ما جرى إذ غبتُ عنْ وعيي دونما حسَبْ
ايقظوني بالليل والبردُ قارصٌ وانهالوا بالسياطِ وبالقببْ!
في بلادِهِمْ السجنُ مرتعٌ للطغاةِ فيه للموتِ مليون سببْ!