في وداع الريح
2-2-2016
في وداعِ الريح
خيمة نصبتها على بوابة قلبي
تلتقي بقايا الحزن
تنزع المخاوف من نوافذ قلبي
تزيح الستارة عن بوابة العيون
وترفع ما تبقى من كآبة عن الجفون
تعزف موسيقى هادئة كي تنزع عنها الظنون
هناك في بوابة الريح فريق من المودعين
بعضهم يبكي الغياب الطويل
وصمت المكان وشمس الاصيل
وكثيرهم يضحك فرِحاً استعداداً للرحيل!
وجوقة من موسيقى الردح على أول نافذة للقلب
في مواجهة شبابيك الحزن المحكمة الإغلاق
صوتُ هسهسةِ وبعض همس
عنوان الكلام الصامت مرّ امامنا بالأمس
حاولنا التقاط معانيه فبدا كالهمس
نتعجّب لكل هذا الغمز واللمز
تباعد الارواح عند قاطرة الرحيل
وشفاهٌ تقبّل بساط الريح باللمس!
أمنية مني لك يا مدار الريح
إذهب إلى أطراف المدينة حيث يسكن قلبي
واجلب لي دواء الصدى الجريح
ما عدتُ أبكي ولا أستطيع أن أصيح
فالصوت صمتٌ والدموع تسرقها زغاريد الريح!
ورجلاي تسألني وسط الهموم متى سأستريح؟
في وداع الريح
هناك ثلاثة اطفال في عمر الورود
واحد عصبي متقلب المزاج اسمه سميح
وثانيهما طفلٌ ذكيٌّ لسانه فصيح
والثالث طفلٌ صامتٌ مكلوم
كل شيء الآخر عنده يستبيح!
في وداع الريح
كلمات تكتبها اطراف اصابع الشمس
للذكرى بدون ان تفسّر المعاني والهمسْ
وهناك على بقايا الحواف من القلبْ
مشاعل جمرٍ تضيء الدربْ
إنه وداعٌ غريب بل وداع كل شيء فيه عجيب!
(بقلمي: د.عماد الكيلاني)