** لكلِّ امرىءٍ ما اعتادَه ... * 21_1_2016* *
حسن علي محمود الكوفحي ..... الأردن ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تَلُمْ أبَداً أحداً فارقَ بلادَه ..
لأّنَّهُ جريحٌ ..
قدْ فَقَدَ الأحبَّةْ ..
وتشتَّتَ في الأرضِ أصحابَهْ ..
بالكاد يجدُ خيمةً تَلَمُّ أشْلاءَهْ ..
ونزعُمُ أنَّنا أُخْوةٌ ومنْ نَسْلِ الصَّحابةْ ..
سُحْقاً وألفُ سُحقٍ ..
لِأنانيةٍ تُفْقِدُ العقلَ صوابهْ ..
ويصيرُ الأخُ سِجْناً لِأخيهْ ..
يَقْتاتُ موتَهُ وعذابهْ ..
خيرٌ لنا أنْ نموتَ ..
أو أنْ نباعَ بِسُوقِ النِّخاسةْ ..
وإخْوانُنا ..
يُذَبَّحونَ وتلوكُ لُحومَهُمْ دَبابَةْ ..
بيدِ النُّصَيْريِّ والرّوسيِّ والمَجوسيِّ والدَّاعشي ..
والعَرَبيُّ ..
يستاكُ ..
وعلى ليلاهْ ..
يُغَنِّي ثَمِلاً غَرامَهْ ..
أصيلٌ ..
وما زالَ يهوى ما اعتادهْ ..
سِباقُ نوقٍ .. وماعِزٍ .. وجرذانٍ .. وكلابٍ ..
ويموتُ عِشْقاً بالعزفِ على الرَّبابَهْ ..
ويَهيمُ بطرْفٍ ناعِسٍ ..
لَعلَّهُ بهِ يُحْيي عِظامهْ ..
ولكنَّهُ عندَ الاحتدامِ ..
يخْذُلُهُ دوماً عتادَهْ ..
وتخورُ قُواهُ ..
ولا يهشُّ عن دُبُرِهِ ..
ولو ذُبابَهْ ..
مَعْذِرَةْ ..
أيُّها العربيُّ الأبيُّ ..
فالإباءُ أمامَ الجبناءِ أوصَدَ بابَهْ ..
فَهَجَرَنا غيرَ آسفٍ علينا ..
بعدَ أنْ كنَّا دارهْ ..
سَتَظلُّ أيُّها الجبانُ ..
تُقَبِّلُ يَدَ قاتِلك وحِذاءهْ ..
فالبَطَلُ بطَلٌ ..
والجبانُ جبانٌ ..
ولكلِّ امرىءٍ ما اعتادهْ