قصيدة (حوار مكبوت)
بقلم / بشري العدلي محمد
حين يطلق فجر الصدي
و يسرع ضوئي الخطى
و يغادرني ضجيج كلماتي
من بين محارات حروفي
و قريتي الحالمة تسكنني
أهاجر فوق بحور الوجوه
ووجه المدينة كيف نسوه؟
هو موجود بين الرفوف
مرسوم علي كل الكفوف
عبر السطور القديمة و الأغنيات
شواطئ الترعة القديمة البحيرات
تستوقفني المياه
لتخبرني أمرا
لتبوح بالسر
لماذا يسكن النهر؟!!
غربة أمواجه بين التراب
و أفتح قلبي كتابا
من صفحات البحر
فيزداد الشقاق و العتاب
ربما يحط يوما مرساه
و يخلع ثوب الرحيل
ربما يصل الموج شطآنه
و ينقشع ظلام التهويل
و يصمت صوت العويل
و هناك في الأفق......
صمت القبور
و صمت الفتور
أهاجر فوق هلامات الوجوه
أفاتح بعض غموض الكائنات
عساها تخبرني.......
بأن البحر يستدرج الرمل
حتي تصير الخطوط
و يكبر فينا الخطر
هما البحر و الشط
يقتتلان من زمن بعيد
و في الأفق لا تبدو النهايه
لماذا........؟!
تسرب الخواء في عظمي
رمادا بلون ألمي و شقائي
و توغل في عمق روحي
طنين من نهر جروحي
يأكل اخضرار حياتي
و يبني أمام عيني آهاتي
سدودا
من الوحشة القاتلة
لكنها هي الريح
تصعد في جنبات ذاتي
كأن خواء رهيبا تمدد في روحي
و أمسكت نفسي إلي زمن جروحي
لم أغادره
استطالت جذوري في التراب
و لم يبق سوي شكل الأغراب
و أبصر رحابة الظلام المتمدد
خلف العيون
يتجدد دون أن يتحدد
و الثورة التي تجتاح روحي
و الرعب يقتل شهوة بوحي
و أدمن هذا الحطام الغريب
حطام صمتي الرهيب
و لكنني من يوم إلي يوم
يعاودني وجهي بلا لوم
فأبصرني........
الرماد تحركه قدرة عظيمة
و تنفخ فيه العروق القديمة
و تنفث فيه شمس عتقي
و نور صباحي يشفي
يوما جديدا يشرق
في نفسي و يغدق