لوحة مسائية محيّرة
٢٨-١-٢٠١٦
وعلى سبيل قول الحقيقة
خطوات مشيناها
يرافق رحلتنا شيخ الطريقة
وهديرُ موج البحر
والسماء مثل كعكة مستديرة
وموسيقى العشاق تُسمِعنا
ورفاقُ الدربُ طيور الرحيل
والأنوارُ معنا والطريق متعرج
والنجوم تصطفّ على كعب
والخيول الصامتات تجري
والركبُ يدنو من المكان
والصمتُ يوحي بالضياع
او فقدانه العنوان
وبعضُ بقايا الحكاية
عالقة برأسي عن خسارة الموقف
وصوتُ جدتي يناديني
والأرضُ مبتلة
كأنه رذاذ مطر
لم تعجبني حراك الريح
ولا تلاويح الشجر
والأرض غرقى بقايا الثمر
الناس هنا يغرقون في تلاوين الفضاء
لم يعثروا بعدُ على ما ضاع منهم
كثيرون غابوا عن المشهد
عالمٌ في كل ثانية يتغير
وظروفٌ بمحيط الليل تتهدد
وهناك خادمة تحاول ان ينام طفل جارتنا
بالمهدِ تهدهدهُ تلك الاثيوبية
وصوت ختيارٍ يطلب كاس شاي
بعد وجبة العشاء الدسمة
والصبية خلف الدار يلعبون كرة القدم
وبقايا أغصان مصفوفة
تمنع الانزياح اذا هب المطر
او جرَتْ ريحٌ تعاندُ الصمت المريب
وعلى اطراف ساح الدار
بعض كراسي من عهد عاد
متقطعة او مكسورة الأطراف
غير صالحة للاستعمال الإنساني
الا لجلوس الطيور
او لاستراحة القطط !
وبعضُ صبايا يتمايلنَ عند المساء
عائداتٍ من جلب مياه الدار
ووجوههنّ ضاحكة
كأنهن جلبنَ الهوى العذري من حيث لا يدرين
تلك لوحة العشاء الأخير
و دافنشي يحاول رسم صورتها المثيلة
ويعجز ان يكمل مشواره او تلك المسيرة !!
(بقلمي: د.عماد الكيلاني)