شهامة رجل
كان على الرغم من فقره إلا أنه كان عفيفاً نقيا ، وكان ناشراً للحب وكان عند ربه مرضياً ،ولخلقه الرفيع وطاعته لربه رفعه مكاناً علياً ، وتزكي بالصالحات فكان هذا العبد وليا ، وكان له جارة مؤمنة من الكرام إلا أنها تنكر أن يكون الرجل وليا ، فأجاءها أمر الرحمن أن اتبعي عبدنا لتكوني بحقه مقرة وليكون راضيًا مرضيا، فمشت خلفه متتبعتاً أثره لعلها به تكون مهدية ، فرأته يعطي امرأة بلغ الشيب رأسها وبلغت من الكبر عتياً رأته يهديها وقته وماله ولها هو خادماً وعليها صابراً ، فقضي حاجاتها ثم انطلق ملياً ، ورأته يعبر روضة يخدم زرعها دون أجرٍ ثم فجأة عدا نحو الجبال وأمر ربه كان مقضيا ،وهي تسير خلفه لعلها تلق الجواب النديّ ، فإذا بنسوة جنسها قد اختطفوا فتاة نقية ، فبنفسه افتدي ونال رمحاً مارقاً جعله جسداً ساكناً لا نفس فيه ولاحركة ً فقد انتقل إلي المستقر الأبديًَ ، فبكت من خلفه وهوت إلى بستانه الذي كان فيه عاملاً رضيّا، فرأت في بستانه غلام أعمى،
ينادي أخي إن كنت أنهيت العمل فأحضر طعامي ولنأكل سويا ، فبكت هنا حينها وقالت مأمر الفتى التقيَّ ، قال لها هذا البستان بستانه ولي وهبه ليعينني على المعيشة متصدقاً به وعامل بلا أجرٍ لأكونَ هنيئاً غنيا ، فبدا لها أنها قد أخطأت وتراجعت فإذا العجوز تألمت قالت لها رحماك من أنت ِ ومن يخدمك قالت لها أناجارته يودني بعدما اعتدى الزمان عليّ ، فترحمت وأعلنت أنها آمنت أن الفقيروليا فنادها منادياً من خلفها السوء لا نخصه بذكر أو أنثى وإنما يفعل هذا السوء من كان بغيا
إهداء إلى من يعرف أنني أهدي هذا العمل له
بقلمي / أحمد عبد المجيد