(الفتى و العراف )
أنا العراف قرأت كفكَ يا فتى ، فوجدت سهماً من حبيبٍ أتى ، ليصيبَ قلبك بالآلام وبالجوى ، وكَفَىْ بسهم الحبيب فسهمه يزيد قلب العاشق ناراً منها الفؤاد يُكْتَوَىْ ، وقرأتُ كف أمك فرأيت ناراً ودماراً وحباً وعطفاً وغراباً يلازمها وأسداً وكلباً وسيفاً محطما ، وأنتَ واقفٌ متحيرٌ يا ذا الفتى، ورأيتُ نسراً عالياً يحمل سيفاً وبأمك يتغزل ، ويقول تُعْسًا لكلبٍ وغرابٍ أشأمِ ، لأقطعنَّ قلوبهم وعقولهم بحسامي الأبترِ، ولأرسلنَّ لقومهم برسالةٍ ، أذم فيها كلَّ كلبٍ أرعنِ قائلاً : يا قوم كل الأفاعي اعلمي أم الفتى حبيبتي وأميرتي ، إن جاء كلبٌ شاهراً سيفه لإهانتها ففداها دمي وما ملكت يدي ، ورأيت الأسدَ متغزِّلاً وقائلاً سلم الكلام يانسر فومن فطر السما لأكوننَّ مثلكَ في الرضِ كما أنتَ في السما ، ولأعطينَّ حياتي ثمناً لها ولعزها ولأجعلن جمالها يغار منه النجوم في السما ، ثَّمَ رأيتكَ يا فتى زالت حيرتك وأمسكت حسامك قائلاً : قسماً بمن خلق أمي لي أنا لأعطينكِ حياتي ولأجودنَ بأكثر مما جاد به نسرق وأسدٌ ولأنصرنَّكِ في الأرض والبحار وكذا السما ، ورأيت سهم حبيبك قد تقطر من فؤادكَ دما ، والأم تضحكُ وتقول أنا أم هذا الفتى أتظنِ أنِّي عاقماً فلأنجبن فارساً مثله قسماً بمن خلق الأفاعي والذئاب والفوارسَ والفتى
بقلمي / أحمد عبد المجيد