( اَلْعَرَّافْ )
كان لايدعي معرفة الغيب ، لكنه كان يخبر بالمستقبل . فالبعض ينعته بالعراف ، وآخرون يلقبونه بالساحر المشعوذ الدجال ، وفريق يلقبونه بحكيم الزمان ، ومن الناس من يعدونه من الحمقى أو السكارى الماجنين .
من هو هذا الفتى الذي لم يزد سنه علي الأربعين ؟! ، يقول لأهل جزيرته : بدأ الغراب يحلق ، لكنه يعلوه أسدٌ وذئبٌ وثعلبٌ مكير ، إني أراه مقبلاً قادماٌ من اليمين .
فيقول أهل جزيرته : يا كاذباً وهل الأسد يطير ، والذئب أيضاً مثله والثعلبُ؟! هيا أفق يا سكير. قالت لهم جماعةٌ :الخمر أضاع عقله وجنونه بدا مبين . لكن كلام أهله جعله يزيد.
قال لهم غاضباً يا إخوتي هلكت هنا كل الحمير .
غراب شؤمٍ قادماً ، وفوقه هذا الأسد ، والذئب هذا ، وثعلبٌ أيضاً مكير .
إن جائكم فغرابهم شؤمٌ وكربٌ مبين ، لكنه لن يمكثَ لأنه جاءت له حيواناتكم لتقتله ونستريح ، فقتله
لا محالة واقعٌ ، لكنه من يقتل غرابهم فهو الأمير ، فلتجعلوا عونكم لأسدكم أميرنا فأسدنا هو الأمين ، لا تخذلوه وقتها بل فافتدوه بمالكم والبنين ، لا تخذلوه وقتها فيحكمكم ذئبهم أو تعلبٌ تعلمون أنه مكير .
فرد عليه جاهلٌ ساخراً قائلاً : أمرٌ مطاعٌ سيدي لكنني أرى الغراب قاتلاً كل البنين . قال له واثقٌ عرافهم : كلا فأبنائنا قد أبهرت كل العدا وسل السنين. أنا واثقٌ من نصرهم ونجدتهم للأسدلأنهم لجزيرتي مخلصين . بهذا أنا واثقٌ ومعرضٌ عن كلام الجاهلين .
بقلمي / أحمد عبد المجيد