------------------- تحت ظلال الزيتون -------------------------
ويا ويحَ قيسٍٍ إذ دَنت لحظةَ الفجر ...........يتيهُ بأبياتٍ أفاضت من السِّحر
وينعتُ شوقاً تكتوي مِنه أضلعاً ...........ويرسمُ سحراً رائعاً وهو لا يدري
رماني بها شوقي وحُبي ولهفتي ...فكانت أماني القلب في موكب الزّهر
لها نغمة في الشّعر تبدي تناغُماً......يذوب لها الصخر الموسّد في الصَّدر
لمحتُ لها طيفاً بجانب نبتةٍ....................يُغازلها بعضُ الشعاع من البدر
وتبسُم حيناً ثمَّ تغمِض عينها ..............فيا ذوب قلبي حينما خلتها تجري
**************************************************
كتبتُ لها بيتاً من الشعرِ عَلّهُ .............ينوب بما ألقى وعن لحظة السكر
وقلتُ لها ما يعجزُ البوح حينَها .............وقد تعجز الألفاظ ُيوماً عن الشكر
ألا لا تلوميني إذا ما تأخَّرت ....................ترانيمُ عشقٍ قد يحارُ لها أمري
وفكّي قيودي إن أردتِ ومِعصمي ..........وشُدِّي وثاقاً قد أحطتِ به نحري
وخوضي معي تلك المياهَ لعلّها ..................تطيبُ لنا بين المنابعِ والنّهر
يسائلني الغوّاصُ عن طيبِ ثَغرها ...........فقلت له إنّ الجواهرَ في الثَّغر
***********************************************
وفي ثغرها الزّهرُ الجميلُ إذا بدا .................يتيهُ بألوانٍ نُسِجنَ من التِّبرِ
فتبدي بياضاً زانَه الثلجُ عندما ..........تقول صباح الخير ..ما أحسنَ الخيرِ
الا فلتقوليها تِباعاً فإنّها .....................ترانيمُ عشقٍ حينما لامَسَت فِكري
ومدَّت يداً نَحوي تصافحُ لَوعتي .......فيا ويح قلبي أشفق الصّبرُ من صبري
وقالت وشاماً في الخدود ألا ترى؟..............لمثلك قد ظَلّلتُهُ خِصلةَ الشّعرِ
ومن يقطِفُ البستان ساعة ينعِهِ....ومن يَعصِرُ الكرمَ الجميل سوى عمري
**************************************************
وكنّا إذا لاح النسيم صبابةً ......................توارى كلانا في مفاتِنها الخُضرِ
وخلف ظلال الزيزفون يظلُّنا ......................ونعدو كأطفالٍ الرياض بلا عذرِ
وتجري كظبيٍ ناعمٍ متراقصٍ ............فتهوي على العُشب المرَصَّعِ بالزّهر
وتبكي بكاء الطفل حين تدلّلَت ..............تثيرُ بي الاشجانَ أو لوعةَ الذُّعرِ
فأحملها والنّحل حولي كأنهُ.......................يغار عليها أن يهيمَ بها غيري
فلمّا وصلنا ساحة الحيّ بعدها .............رسمتُ لها قلباً يحيطُ بِهِ شعري
**************************************************
وداعاً فقد طاب اللقاءُ لنا معاً.................أيا جنّةَ الأشواق يا نسمةَ العطرِ
ولمّا أفقتُ الفجرَ من هجعة الكرى .....وراجعتُ أحلامي وما كان من أمري
نظرتُ أمامي باحثاً عن خيالها .............فألفيتُ قربي موقد الفحمِ والجمرِ
فأغمضت عيني علّ حلماً يعيدها ...........فكان امتحاني خائباً جاء بالصفرِ
ومثلي اذا كان الخيالُ حليفَهُ..................تراءى له بالفجر في ليلة القدر
وألفُ صلاة والسلام على الذي ..........به تختمُ الأذكارُ في الصبح والعصر
_____________________________________
بقلمي عبد العزيز بشارات/ أبو بكر ـ فلسطين