خَمسـٌ عِجافْ
مِنْ ظُلمةِ الأحْزانِ أسْتَجدي الكرىْ
وَأُعِـــــيدُ رَسمَ المُقلتين لكَيْ أرىْ
الــــدَمعُ أمسَىْ فِي الجُفونِ مُكبلا
قَــــدْ يَحدثُ الطُوفانُ مِنهُ إذا جَرىْ
طَــــافتْ بِنا الأوجَاعُ حَتىْ أصْبحتْ
ذَنبــــــــاً عَظيماً لنْ يُردَ وَيُغفرا
نَاديتُ يــــــا الله إنَ مــــَدينتيْ
ســَفحتْ مِنَ الدَمعِ المُضرجِ أنهُرا
ضَــــــجتْ مِنَ الآلامِ حَتىْ زُلزِلتْ
ضَــــاقتْ مِنَ المُوتِ العنَيدِ تَصبُرا
غــــَصتْ مِنَ الأجداثِ حَتىْ أُنهكتْ
بِالعابرينَ الآنَ مِــــــنْ تَحتِ الثَرىْ
يَــــايُوسفُ الصِديقُ عَلمنيْ الرُؤىْ
يَا خَيرَ مَــــــنْ عَلمَ المَنامَ وَفَسرا
إنيْ حَـــــــــلمتُ إذْ الرَبيعُ كَأنهُ
ذِئــــــــبٌ تَبسمَ لِلخرافِ فَكشرا
ذِئـــــــــبٌ تَلونَ بِالربيعِ وَسِحرهِ
لِيدكَ أســــــــوارَ الأمانِ وَيعبرا
غَـــــطىْ ذُنوبَ التَائهينَ لينظُروا
مــــِنْ ثُقبِ بَابٍ قَدْ تَحطمَ وَاهترىْ
جّــَلىْ شُعاعَ الشَمسِ حَتىْ يَرتديْ
نَظارتيــــــنِ مِنَ الضَبابِ ليُبصرا
خَمـــــسٌ عِجافٌ وَالغُيومُ عَقيمةٌ
والأرضُ شـَاختْ بِالمدائنِ والقرىْ
إنيْ رَأيتُ الفَقرَ يَشـــــحذُ سَيفهُ
وَيُعدُ رايـــــــات الحُروبِ ليثأرا
وَرأيتُ شُــــذاذَ العُقولِ تَحضروا
لبِسوا الظَلامَ وأستَباحوا المُنكرا
سَـــــفكوا دِماءَ الأبرياءِ وكَبروا
وَكَذا الشَهيدُ مِـــنَ البُطولةِ كَبرا
وَرأيتُ أُمـــــــاً تَفتديْ بِصغيرها
بَعضَ الطَعامِ لِكي تُعيلَ الأصغرا
وتَضُمهُ لِلصدرِ حَتـــــــىْ يرتويْ
وَالدمعُ فــاضَ مِنَ الجفونِ وغَرغرا
وُرأيتُ أشــــــــراطَ القِيامةِ كُلها
فَالأرضُ دارتْ بِالزمـــانِ إلى الورا
فَوضىْ وعَمت فـــي البِلادِ كَأنها
جَيشُ المغول عـــَاثَ فيها ودَمرا
لو أنَ عَاداً قَــــــــدْ أطاعتْ رَبها
مَـــــا جَالَ فيها بِالرياحِ وصَرصرا
وَرأيتُ أبوابَ السَماءِ تَنــــــكرتْ
وَالذنبُ قَدْ عَــرفَ المُصيرَ وأنكرا
فَسَمعتُ صَوتاً في السَماءِ يَجوبها
إنَ المَسيحَ عَــــلى البُراقِ تَحضرا
لِيعودَ يَكسو الأرضَ عَدلا بَعدمــــا
مُلئتْ ظـــــــــَلاماً دَامساً مُتكدرا
فَعرفــــتُ أنَ الأرضَ حَانَ زَوالها
وَعــــــــرفتُ أنَ الحُلمَ جَاءَ مُبكرا
بقلم تمام فيصل المفلح