[ 20 ] خطوة مباركة على طريق نشر الوعي الثقافي
--------------
بينت لكم في المنشور السابق أننا نعرف صحة سلوكنا من عدم صحته و ذلك بالقياس إلى منطق الأشياء الكونية التي تمضي في الوجود بأمر الله التكويني ( كن ) و أنها تمضي بعلم الله و عدله و حكمته ، و أنها تمضي في مواكبة امرئ أطاع الله ، و تمضي في معاكسة امرئ عصى الله ، حتى إذا شعر الواحد منا أن أموره تمضي على أحسن ما يرام أيقن عندها أنه يسير في الإتجاه الصحيح و أن منطقه في الحياة سوي و سديد ؛لكنه إذا شعر الواحد منا أن أموره في الحياة تمضي على غير ما يحب و يرضى أيقن عندها أنه غير محسن في سلوكه و أن عليه مراجعة حساباته ـ و طبعا لا تكون مراجعة الحسابات بحسب منطق البشر بل بحسب منطق الأشياء الكونية التي تمضي في مسايرته أو في معاندته
القانون الثاني [ قلت : هذه القوانين تهمنا جدا في حياتنا السلوكية فهي - أي القوانين - تترك بصمتها في حياتنا رغما عنا و تسوقنا نحو حياة ملؤها سعادة أو شقاء و بؤس ]
فالقانون الثاني من قوانين الحركة الكونية يقول :الحركة الكونية لا تخضع
للإرادة البشرية و إملاءاتها . و هذا يعني أن رغبات الناس و أمانيهم و حساباتهم
و تطلعاتهم و عزائمهم كل ذلك لا يغير من مسار حركة كونية قيد شعرة ؛ و مصداق ذلك قول الله تعالى في مسألة الموت مثلا : ( فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين ) [ الواقعة 86 - 87 ]
فهذا حال المحتضر ينازع سكرات الموت
و الناس من حوله يتمنون له البقاء و ألا يموت و لكن هيهات لأمنياتهم أن تتحقق إزاء قدر الله الذي لا بد من مضائه
و كتب في نظرية النطق : يحيى محمد سمونة . حلب