( تمنيت لو أن للأماني سبيلا ) بلى إن للأماني سبلاً وليس سبيل ! تمنيت لو أنني أستطيع أن أقدم للبشرية شيئاً ! شيئاً ينزع عنهم لباس الجوع والخوف والقتل والدمار الذي تأسس من تربة الجشع المقيت ! والحقد المُبَيّت ! تمنيت وما كان ذاك بقدرتي وحلمت وما كان ذلك بمقدوري أن أمسح الآهات والحسرات عن قلوب طفّ منها الحزن حتى كادت أن تفقد كل روح للحياة حتى يئست من الضحكة في المنام وتلاشت لديها رغبة الابتسام ! الجوع والفقر هما أسّ البلايا وأساس المنايا ! فيا ليت العقلاء من البشر يعقلون بأن عليهم حقوقاً تجاه اخوة لهم يمتلكون من الجوارح ما يمتلكون الا أن المشاعر لا يتحكم بها بشر ! كم تمنى آدميّ أن يعيش في الغابة هروباً من السيدات والسادة ! ألم تسمعوا بالشاعر في الجاهلية (الشنفرى ) لقد عاش بين الذئاب وهو الشاعر المفوّه ولا يمتلك أظلافاً في رجليه ولا بين أسنانه ناب ! والشاعر دوماً يشعر بما لا يشعر به الآخرون ولأجل ذلك سُمّيَ شاعر !يا ترى هل علم شاعرنا الطريد أن البشر حين تتغوّل لديهم شهوة الانتقام يكونوا أعتى من الغاب وشريعته ! فانضم الى جروب الاسود والذئاب والفهود لعل فيهم ومنهم وبينهم حياة كريمة حسب عقيدته ! ألا أيها الحاقدون من بني البشر كفّوا عن مساوئ حقدكم ففي الدنيا أشياء أحلى مما تظنون ! وأنت أيها الطفل البريئ لا تنظر الى ماضٍ تعيس وانتظر لعل الله يأتي بالبسمة على وجوه المنتظرين الصابرين ! ( تمنيت لو أن للأماني سبيلا )