(كدتُ من حرف إنّ أنْ أُجَنَّ ) إنّ وأخواتها أعزاء على قلبي الى درجة أنني أفكر بهن بصورة لا تكاد تصدّق ! لكنني عاتب عليهن الى درجة الغضب ! خلوت بها ذات مساء لوحدها ! وسألتها لماذا جعلوك في المقدمة وألحقوا بك مثيلاتك وعديلاتك وأسموهن أخواتك ؟! وأنت وحدك كفيلة بالقيام بالمهمة ؟ دمعت بعدد أخواتها وقالت : أنا وأخواتي مهمتنا واحدة وثقيلة لأن شغلنا الشاغل الذي لانعرف غيره ولا نعترف بسواه هو نصب الاسم ورفع الخبر ! ونحن نتسابق مع الزمن بأن نكيد ضرتنا كان وأخواتها ونخالفها في كل شيئ ! فهي ترفع ونحن نخرب ما قامت به وننصبه ! وما تنصبه نقوم برفعه دون كلل أو ملل ! وكم نفرح حين يصفون ضرتي كان بالفعل الماضي الناقص نحن نهتز لتلك الكلمات طربا ! انها الغيرة يا سيدي الأديب فلا تؤاخذنا ! قلت لماذا أسموك بأنك أداة نصب وتوكيد ؟ قالت انهم لم يركنوا عليّ أنا وأخواتي أن ننصب فقط لكن ارادوا أن يزيدوا الطين بِلّة بأن يؤكدوا اننا لا نخالف الأمر ويتأكدوا أننا لا نرحم أحدا من الاسماء ! قلت لها أنا خجل في سؤالي علام كل هذا الإيذاء ؟ قالت الرفع له تكاليفه كالحرية والنصب والاحتيال لا تكاليف باهظة تؤرقه ! قلت لها هل ما زلت بكراً أم تزوجت انت واخواتك ! قالت بعد أن بكت بكاءا مريرا عدد أخواتها وأخوات ضرتها : كيف لنا أن نفرح وشغلنا الشاغل هو الايذاء ! والتلصص على الأسماء لئلا يملص اسم دون ان ننصبه ! وكم نفرح للجاهل في عربيته ولغته الجميلة حين يكون كالبعير اذا دخل بستانا يثير الغبار ويأكل الأخضر واليابس فيرفع الاسم بأن وينصب الخبر بأخواتها والعكس صحيح ! هذا هو الجاهل الذي أعيانا نصب جهله أو رفعه !!! الأديب وصفي المشهراوي ...