سألتني إحداهن ممن أكنّ الاحترام لهنّ : ماذا أفهم من تلك المقولة أو الحكمة أو سمّها ما شئت : ( من نافسك في دينك فنافسْه ومن نافسك في دنياك فألْقِها في نحره ) قلت لها : بعد أن رأتني وقد أعجبني قولها : ما الذي فهمتيه منها ؟ قالت لو فهمت شيئاً منها لما سألتك عنها ! قلت لها : هذه مقولة وحكمة ودرس جميل أو سمّها أنت ما شئت ! قالها أحد العلماء الكبار يوصي ولده : يا ولدي من أراد أن يتحداك ويبارزك وينافسك في دينك بمعنى أنه يريد أن يصوم أكثر منك أو يصلي أكثر منك أو يتصدق أكثر منك ويريد أن ينافسك في مرضات الله فنافسه وتغلب عليه وكن أقدر منه على المنافسة لأنها تصبّ في النهاية في طاعة الله وهذا المقصود من قوله تعالى ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) وهذا هو التنافس الشريف الذي تسعد معه في الدنيا والآخرة ! لكن من أراد أن يباريك ويجاريك وينافسك في تجارة الدنيا والحرص عليها فاترك هذه المنافسة لأن الأرزاق بيد الله ! والدنيا لا تستحق أن تفرغ كل أوقاتك لها وهذا تنافس يورث الشحناء ويؤجج البغضاء قلا تجاريه وادع له بالعافية وحسن المآب ! قالت تلك الفتاة : الله أكبر كل هذه المعاني الجميلة كانت محشوة بين ثنايا تلك الحروف ؟! قلت لها : الله أكبرما أجمل هذا السؤال في مثل هذه الظروف ! الأديب وصفي المشهراوي ...