تقول لي وأنت في حيرة من أمرك : كيف أجري الاستعدات اللازمة لاستقبال حبيب قد طال انتظاره ؟ وكيف أبيّض وجهي في اثبات ما أقوم به أنه بعض الواجب ؟ وبمن أستعين من الاخصائيين كي يعينني في إضفاء أجواءٍ تتنسم المحبة في مظاهرها وترتسم عيون الرضا من بواطنها ! وكيف أتأكد أن ما أنوي القيام به لا رياء فيه وأن يقتنع الحبيب الغائب أن حبه في قلبي هو الذي استدعاني الى كل ذلك لأنه به جدير ؟ وكيف ...؟ قلت له : تمهل رضى الله عنك : تأكد تماماً أن الحبيب مهما طال انتظاره لا يحتاج الى شيئ مما تقول ! لأن البرّ شيئ هيّن وجه طليق وكلامٌ ليّن ! والحبيب يكتفي منك بابتسامة تغمر وجهك حين يراك وبعض الكلمات اللطيفة التي ترشرش على قلبه عطور الصدق والصداقة ! ولا تفعل شيئا مما تنوي القيام به ! فلقياك له بكل شوق الدنيا يكفي لاثبات حبك له المنقطع النظير ! ولقد قيل في المثل الشعبي ( لاقيني ولا تغديني ) وبصلة المحب خروف ! فلا تتكلف أكثر مما ينبغي وانتبه لرؤيته ومؤانسته والتزود من تجربة غيبته وهذا هو البلسم الشافي الذي يبيد كل علّة ويسيد بجماله كل حِلّة ! فما أحلى أن نتعفف في الأمور وألا نتكلف فوق ما في الصدور !!! قال صديقي بعد أن دمعت عيناه طوبى لمن صفى قلبه وطابت سجاياه !! الأديب وصفي المشهراوي ...