حدثني حجر الرصيف :
لأرصفة مدينة الاغتراب رمادٌ .. ولمدن الرماد أشلاؤنا .. ولكل أشلائنا صوتُ أغنيةٍ من قهر المسافات ؛ وفحيح القطار ...
يا أبي , أشتاقك إنّي , سرقتني عيون الاغتراب ترمحُ في وهج الإيابِ نزيفا ..
يا أبتِ ؛ أشتاقك إنّي , سرقتني عيونٌ , لموجٍ كان يزنّركَ .. وصار الآن يداعبك .. نسيما من ألق الحضور , ودمعا ؛ فوق خدود الغياب ..
يا صوتَ رمال الدربِ المتراقص فوق عيون الوقت ... إليكِ أنا خذيني ؛ إلا أنا .. من نفسي ...من مرّ هذا العذاب ...
للكذب قطارٌ من مطاطٍ , يطول بليل العهر .. رهيبٌ يقتات الأنفاس الحيرى , وينصبُ لحياتي الميزان ...
للحبِّ مراسٍ .. تركب كلَّ صنوف البحر ؛ حائرةٍ , ما بين الخمرة ِ والخمرة ... تستوطنُ خوف حروف حواف الكأس المتراقص عمرا سكراناً من إحساس بليل الناس ..
يا ليل الوجع المتبعثر في صدر الوقت , إليك تثوبُ بيادر وَلَهي .. إليك يميل عنقُ الكاس , إليكَ يصيرُ الضوء نحاسا , ثم يتلالأ ألماسا ...
إليكَ تفيءُ عيون العشقِ أوجاعاً , من قلب عيون السفر برحلة سكينٍ فوق عنق الوردة ؛ في قلب الشّكِ الخنّاس ..
للكذبِ في زمن الصوّان , ملاذاتُ العهر المسفوحِ ؛ يعضّ أصابعَ ريحِ الوقتِ ... يدندن عشقَ فضاءات البوح المقتول فوق صدر حبيبتي ...
مَنْ يُبخّرُ لي حروفي في عذابات السراب ...
مَنْ يقيني بَرْدَ الأهلِ في انحناءات المجرّة ...
يا مدائنَ شغفي ,اطرحيني على وجع المدينة والخطر ..واستلّي من خَدَرِ حروفي ؛ ألمي ..
فالعشق سَفَر .. والماء سفر .. والنوم سفر .. وعناقُ وجهكِ فوق العشب بظلِّ الليل ..سفرٌ ..سفرٌ يرتاح فوق ملاءات السفر...
يا رعشة نومي عند شفاه الموتِ ... خذيني من فوق وجع الليل ,بدرب حبيبتي ... إيقونةً تنمو على جدار الليل المترامي .. كم أشتهيكِ ...
علّقيني في عنق ليل الليل , واتركيني أتأرجح على جدار مدينة السفر المعبأ بانفراجات الضحى ...
وانثريني .. عسايّ أجيءُ بزبد البحر , شطآناً فوق ملاذات الخلود ...
...........
" أحزان اللون القادم " / سمير عدنان المطرود