قصة قصيرة -- بعنوان -- وقفة مع النفس – بقلم جمال ابراهيم
لقد كانت تدرك إنه معبأ بمشاكل فى العمل ولكنها تعمدت استفزازه حتى أخرجته عن شعوره -- إنها الغيرة التى تسيطر على المرأة فتفقدها رشدها -- وفى الجانب الأخر كان يعتبر الغيرة تفاهه عالقة بعقل المرأة لا يعير لها اهتماما" -- جلست عفاف قرفصاء على فراشها تفكر فيما حدث -- لقد كانت تعتصر ألما" لقد أهانها وكاد أن يضربها -- لقد ترك المنزل لها بعد مشاجرة ومشادة ساخنة بينهما -- إنها تفكر فى ترك المنزل والذهاب إلى منزل والدها -- إنها تحدث نفسها بصوت الوجدان قائلة : إنه لم يتحمل كلماتى لقد أوسعنى توبيخا" -- أنا إستحق كل هذا ؟ هذا أخر خدمتى له -- لا --لابد أن أذهب وأترك له المنزل -- قامت عفاف باتجاه حقيبة وفتحتها وأخذت تضع فيها ملابسها واحدة وراء الأخرى وهى تتمتم بكلمات تعبر عن سخطها وعدم تقبلها ما حدث -- وبعد انتهائها قامت بقفل الحقيبة وذهبت لترتدى ثيابها إنها قررت أن تترك المنزل الآن -- وبعد انتهائها تقدمت بخطوات ثابتة فى اتجاه فراشها وجلست عليه -- لقد أخذها الحنين للعشرة التى كانت بينهما -- لقد أصابها التردد -- إنها فى صراع نفسى بين حبها لزوجها وأولادها وبين كبريائها -- لقد كانت عفاف تدرك أن زوجها ما كان يفعل ذلك لو أحسنت اختيار الوقت المناسب وأحسنت طريقة عرض الموضوع -- إنها تدرك أنها أخطأت ولكنها لم تتوقع رد فعله العنيف وتوبيخه لها -- هذا التوبيخ الذى أصاب كبريائها بجرح عميق -- إنها تخاطب نفسها بصوت الوجدان قائلة : ما ذنب أولادى كيف سيكون حالهم لو تركت المنزل ؟ ثم استشفها الحنين إلى زوجها وبدأت تفكر فيما كان يفعله معها -- تذكرت يوم عيد زواجها -- عندما أتى لها وكانت نائمة ووضع وردة على وجهها وأخذ يداعبها بأوراقها حتى أفاقت من نومها ونظرت إليه فقال لها كل سنة وانت طيبه يا حببتى -- فتبسمت ثم قام بإمساك يدها ورفعها إلى فمه وقبلها قبلة ممتزجة بالحب والحنان -- الذكريات لا تزال تجوب خيالها تاركة على قسمات وجهها إبتسامة ربما أزالت ما علق بنفسها من جراح وآلام -- لقد تراجعت عفاف عن قرارها بترك المنزل -- وقامت بفتح الحقيبة وإخراج ملابسها ووضعتها فى مكانها وغيرت ثيابها -- وجلست تنتظر قدوم زوجها –
بقلمى / جمال ابراهيم
صورة الاديب جمال ابراهيم.
أعجبني