[ 3 ] فصل جديد من كتابي \ نظرية النطق \ بعنوان: \ ترسيم الحدود \
ــ
بقلم: يحيى محمد سمونة
ـــ
قال لي أحدهم بلهجة ساخرة: أما زلت تهذو و تحدثنا عن قيم و مثاليات قد نسفتها „ داعش „ بسلوكها الأخرق ؟!
قلت بلهجة الواثق: بمجرد أن تلبستك تلك الظنون فإعلم بأنك قد غدوت مهزوما و مهزوزا و أنك الآن تعاني هشاشة في فكرك
فداعش التي جئتني بها كمثال على تغيب القيم المثلى فإنها تمثل نفسها و الجهات الداعمة لها التي لا تعنى بقيم و مبادئ و أخلاق كريمة عالية تربى و نشأ عليها أفراد هذه الأمة بكل أطيافهم و مشاربهم و توجهاتهم و انتماءاتهم
ــــ
أيها الأحباب: مرحبا بكم جميعا؛ و بعد: ها قد شرعنا نمضي معا في مسألة ترسيم حدود علاقتنا مع ذواتنا؛ و كما لاحظتم من مقدمة هذا المنشور ، فإن أسوأ أنواع العلاقات الذاتية التي يمضي من خلالها المرء في حياته هي أن يكون خاويا و مهزوما من الداخل ـ أي من داخله ـ فلا تجده إلا و هو رعديد قد سيطرت عليه رؤى و أحلام مريضة !! يفلسف حياته بموجبها و هو يظن أنه على شيء !
ـــ
و بطبيعة الحال فإن الإنسان المهزوم من الداخل يكون سلبي السلوك و المنطق، بل و يترك أثرا سلبيا في المجتمع الذي يعيش فيه و بالذات في أوساط ينعدم فيها الوعي و تغيب فيها الثقافة الأصيلة ذات الجذور العلمية و الفكرية و المعرفية
ـــ
في عصرنا هذا كثيرة جدا هي العوامل التي تجعل الواحد منا مهزوما و على منطق أعوج و سلوك أخرق و فلسفة مريضة!!
و إنني إذ أتطرق إلى تلك العوامل فلا أذكرها إلا تعدادا فحسب و ذلك خشية الإطالة و ما يتبعها من سآمة
ـــ
أيها الأحباب:
تذكرون أنني قد حدثتكم في بعض منشوراتي القديمة عن المنابر الأربعة التي تترك أثرها السلبي في حياة الإنسان [ المنابر الأربع هي: الديني، الإعلامي، السياسي، و التربوي ]
فهذا المنابر تشكل اليوم العامل الأهم في تحطيم قدرات الإنسان الدفاعية في مواجهته سبل الحياة التي يحياها
ــــ
و طبعا ثمة أساليب مدروسة بعناية و إتقان للوصول بالمرء إلى حالة الإنهزام التي ذكرتها لكم !! و إلا فالإنسان الذي يتمعن في عموم الكتب المنزلة على الإنبياء فإنها كلها يشحذ في الإنسان الروح المعنوية العالية
قال الله تعالى: ( قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون ) [البقرة38]
ـــ
كتب: يحيى محمد سمونة. حلب