[ 12 ] ترسيم الحدود
بقلم: يحيى محمد سمونة
ـ ترسيم الحدود هو فصل من كتابي [ نظرية النطق ] أبين فيه الحدود التي لا يجوز لنا تخطيها عند إنشائنا لعلاقاتنا كافة ـ
كنت قد توقفت عند الشرط الثاني الواجب توفره في الطليعة المثقفة كي تقود الأمة نحو رقي و ازدهار.
إنه [ المصداقية ]
فما [ المصداقية ] ؟! و لماذا اعتبرناها شرطا لا بد منه أن يتوفر في الطليعة المثقفة ؟!
المصداقية ـ أيها الأحباب ـ هي: قبول و إقرار بمواصفات المرسل ـ في علاقة كائنة بين مرسل و مستقبل ـ أي: لابد أن تتحقق في الطرف المرسل مواصفات و معايير تكون في محل قبول من الطرف المستقبل، بحيث لو تحققت تلك المواصفات لزم على الطرف المستقبل القبول بالمرسل برضا منه أو بغير رضا.
ــــــ
1 - الصدق ـ مثلا ـ هو من الصفات التي لا بد من تحققها في الشخص المرسل كي تكون له المصداقية لدى الطرف المستقبل. 2- القوة - التي تجعل المستقبل يخضع طوعا أو كرها لتعليمات المرسل. 3 - المنطقية - التي تتجلى من خلالها حكمة المرسل و إحاطته بالأمور من أطرافها كافة. 4 - الإلتزام التام بالعهود و المواثيق ـ الأمر الذي يحول دون تردد المستقبل في التزامه بعلاقاته كافة مع المرسل. 5 - علم المرسل بحقيقة المستقبل ـ بحيث لو شكك المستقبل قيد شعرة بأن المرسل يجهل شيئا أو بعض شيء مما يضمره ـ أي المستقبل ـ إذن لفقد عند ذاك المرسل مصداقيته لدى المستقبل. 6 - عدالة المرسل و نزاهته و تجرده عن الأهواء و النزوات أو أن يميل إلى راية عمية أو عصبية أو قومية أو عرقية أو جاهلية أو غير ذلك. 7 - سلامة المرسل من مطعن يخرم مصداقيته في أعين الناس و بالذات في عين المستقبل!! بحيث يكون ذلك المطعن سببا لتنصل المستقبل من تبعاته تجاه المرسل. 8 - سلامة آلة الفكر و العقل لدى المرسل من عيب أو نقص أو وهن أو مرض أو غير ذلك مما يجعل المستقبل يستهين بأمر المرسل أو أن يهزأ و يسخر به!!
أيها الأحباب:
إنه ليمتنع بإطلاق تحقق المواصفات التي أسلفتها لكم في شخص المرسل إلا أن تكون له مرجعية تتمثل فيها تلك الصفات كاملة، سواء تمثلت تلك المرجعية في كتاب كريم يحمل في طياته قوة الوازع الملزمة للتنفيذ، أو تمثلت تلك المرجعية في شخص كريم يحظى بقبول لدى الكافة من أفراد الأمة الواحدة [ قلت: حين يشاء الله يهيئ لأمتنا المباركة ذلكم الشخص الكريم غير أنه ليس موجودا الآن]
و كتب: يحيى محمد سمونة. حلب