[ 6 ] ترسيم الحدود
بقلم: يحيى محمد سمونة
[ هذا فصل من كتابي: نظرية النطق. و فيه أبين حدود حريتنا و نحن ننشئ و نسطر علاقاتنا كافة ]
ــ
قلت: على صعيد إنشاء الواحد منا لعلاقاته مع ذاته كنت قد بينت لكم أن الإنهزام الداخلي هي الحالة السلبية الأولى التي يسقط بها المرء و يفشل معها من إنشاء علاقات سوية و سديدة؛
و بينت لكم أن ضعف الإرادة هي الحالة السلبية الثانية التي تجعل المرء أصغر بكثير من إمكانية إنشاء علاقات سديدة و محكمة!!
ــــــــ
و الآن أبين لكم الحالة الثالثة التي معها يعيش المرء حياة صعبة و يصعب عليه من خلالها أن يكون فاعلا، و معطاءا، جادا و مجدا و مجددا.
ـــــــــ
إنها حالة الاسترسال وراء العواطف التي هي كالعواصف لا تزال تعصف بالأشجار حتى تقتلعها!!
ـــــــــــ
أيها الأحباب:
ليست العاطفة بخلاف العقل كما يظن البعض منا !! فالعقل له وظيفته المنوطة به ، و العاطفة لها وظيفتها المنوطة بها في إطار سعي المرء و هو يخطط و يبرمج لشؤون حياته
ـــــ
أيها الأحباب:
حياة الواحد منا لا تستقيم بدون عاطفة فهذا أمر فطري فطر الله تعالى الناس عليه و ليس ثمة مشكلة في ذلك ! غير أن المشكلة تكمن في الإسترسال وراء العواطف إلى درجة المبالغة و الغلو و التنطع و الكذب.
ــــــــــــ
إنه مما لا شك فيه أن كل واحد منا يحب و يرغب و تجيش به عوامل الهيام و العشق و يميل به الهوى نحو محبوب و مرغوب و تنزع نفسه إلى ممارسة الهوى !! فلا إشكال في ذلك البتة و إنما يكمن الإشكال في استرسالنا وراء متعنا و هوانا إلى درجة نحطم معها أنفسنا و نغدو و كأننا عبيد رغبة و شهوة ثم نهيم على وجوهنا دون أن ندرك إلى أين وجهتنا و مآلنا
ـــــــــــ
أيها الأحباب:
إن محبة الأم لولدها هو أمر فطري و ضروري لإستمرارية الحياة على نحو سوي، غير أن إفراط الأم في حبها لولدها إلى درجة التفريط في تنشئته النشأة السوية !! فها هنا مكمن الداء في التنطع في عاطفة الأمومة.
فهذا المثال يمكن سحبه و إسقاطه على كل عاطفة منحنا الله تعالى إياها كي تنتظم بها أمور حاتنا و نمضي في الإتجاه الصحيح؛ غير أننا لم نحسن في توظيف عواطفنا
ــــــــ
و كتب: يحيى محمد سمونة. حلب