[ 13 ] ترسيم الحدود
بقلم: يحيى محمد سمونة
ترسيم الحدود هو فصل من كتابي: نظرية النطق. وفيه أبين الحدود التي يتوجب علينا الوقوف عندها و نحن نسطر علاقاتنا، لعل أمورنا أن تستقيم
أسلفت لكم الحديث عن المصداقية باعتبارها شرطا لا بد منه إلى جانب شرط اللغة يتم من خلالهما خضوع الناس للطليعة المثقفة تقودهم نحو عزةو كرامة و سؤدد.
الشرط الثالث ـ و هو شرط مهم جدا أن يتحقق في الطليعة المثقفة و إنها بدونه لا تعادل شيئا في مقاييس البناء الحضاري و بين يدي تنمية الموارد البشرية.
فهذا الشرط هو : [ العلم ]
كنت قد بينت لكم في أكثر من مناسبة أن ثمة فوارق شاسعة بين المادة العلمية و الفكرية و المعرفية التي تتلقون
فالمادة العلمية: تحكي قصة حركة الأشياء التي يتعامل بها أو معها الإنسان.
المادة المعرفية تحكي قصة ماهية و كيفية و قوام و خصائص الأشياء التي يتعامل بها أو معها الإنسان.
المادة الفكرية تحكي قصة الأحداث الناجمة عن علاقة الإرتباط الكائنة بين المادة و الحركة في الأشياء التي يتعامل بها أو معها الإنسان.
أيها الأحباب:
من الآيات الكريمات البينات الباهرات التي قرأت في كتاب الله تعالى غير أني لم و لن أبلغ مدى قوتها و عظمتها و هي تعبر عن حقيقة العلم و مبناه و منتهاه!!!
ذاكم هو قول الله تعالى: (لكل نبأ مستقر و سوف تعلمون)[الأنعام67]
فهذه الآية الكريمة أوضحت ببيان جلي أن النبأ ـ هو: الإخبار عن صيرورة الحركة و مجرياتها ـ لابد له من مآل ، و مآله يجهله الإنسان و بالذات الإنسان الذي يستقرئ الأحداث الكونية ومجرياتها و مآلها!! أي: ليس النبأ بدرس أو بحث أو تجربة أو مخبر أو حقل !! بل النبأ هو حديث الحركة و حقيقتها !! و العلم به هو حقيقة علم الإنسان.
قلت: بكلام مجرد عن ميل أو زيغ أو مغالاة فإن لغة العرب وحدها تحكي قصة حركة الأشياء التي بين يدي الإنسان و ذلك بحكم التنزيل الكريم الذي نزل بين يدي أمة العرب، و بحكم أن ذلكم التنزيل المبارك وحده الذي يخبر الإنسان عن أمر حركة الأشياء التي يتعامل بها و معها ، و أن أمر هذه الحركة لا يخضع لدراسات و تجارب البشر، و أن أمر هذه الحركة إنما يتم بأمر الله التكويني (كن) حيث تكون صيرورة الحركة
و في منشور لاحق أبين لكم بعون الله تعالى عن دور المفردة العربية بمفردها في الإفصاح عن أسرار حركة الأشياء التي يتعامل به أو معها الإنسان.
كتب: يحيى محمد سمونة. حلب