بحقِّ السماء !!
٢٣-١-٢٠١٦
بماذا يفيدُ اليومَ هذا البُكاء ؟
وكل هديرٍ حولنا نباحٌ او عُواء
وكأنّ أقدارنا سُدَّت عن السماء
ولو صرخنا فلن يجدي الرجاء
فلا ظلّ موقفٌ لنا موحّدٌ ولا نداء
ما عاد يسمِعُ صوتنا الا الدعاء
فلا دمعة خففت عنا ولا البلاء !
ما ظلّ في حياتنا سوى الدماء
الموتُ .. ما أرخص الموت في الأقصى
بالطعنِ تارةً او دونه السكينُ جاء
والحسرةُ الكبرى ثمنٌ لتلكمُ الدماء
كم جالَ صوتٌ علا هنا دوّى في الفناء
ولا استفاد شبلٌ من صراخٍ او عواء !
فلا كرامةً لنا ظلّت ولا دون السيفِ الفداء
ولا سبيل ان يعود الحق لا الان
ولا ان يعود يوماً في زمان الأنبياء ...!
لم نعد نسمعُ او نرى عن وجود الأتقياء
في كل زاوية من حياتنا الان سمٌ وابتلاء
دمعٌ يفيضُ وحزنٌ غارقٌ بنهرِ الابتلاء
وجعٌ يصلّي الليلَ ينادي ربي بحقِ السماء!
آهاتُ أعمارنا تندبُ حظها بغير اكتفاء
مظالم الكون عنوانها يمنٌ تشظى جرحهُ
بسيوفهم الشام تندبُ حظها بفعلِ الأشقياء!
وما العراقُ التي كانت للرشيد يوماً عطاء
الا وتصيح بالافق البعيد امنقذٌ اطّل بغير داء!
امنقِذٌ سترسلهُ القيامةُ يوماً يأتي للفداء !
أيسوعُ تنزّلت خُطواتهُ مسرعاً ينوي الاقتداء ؟
ايحملُ في يديهِ قِنديلُ الخلاصِ ينبوع الضياء!
ويطوف بصحبته عند الفجر بعض الأتقياء
ايُسمعُ صوتهُ امتداد الارض وكل هذا الفضاء!
كي يُلبي ملاكُ الحق مزلزلاً اطراف النداء ..
فأين صارت الشامُ وعزفُ اصحاب اللحى دماء
واين اصبحت شرايينها القدسُ بهذا الافتراء؟
وبغدادُ التي توزّمَ جُرحُها أتعود يوماً للوراء ؟
اتصفو بها ذات يومٍ دون غيوم الحقدِ السماء!
أتُرى تعود بيروتُ بيروتُ تحضننا كلنا سواء
أترى الطوائفُ زائلةٌ بلا معتمدٍ ولا اي انتماء ؟
وتعودُ تزهو عمَّانُ العروبة بالشموخ وبالبهاء!
يداعبُ في عقولنا خيالُ المجدِ اتراهُ الى اهتداء!
بقلم: الدكتور عماد الكيلاني