فراسخ بربرية لغائية الجسد..
.............
(1)
لا عد لهم ولا حصر
يتحركون كما الأخيلة الطفولية
وحين يجتازون غضون البحر المغبرة،
يبدون كالأصنام الميتة
تمضي عبر شواهد القبور،
وعندما تلج عالمها تحت السقوف ليلاً
تسقط نحيلة
في ضمير النوم.
(2)
الغطرسة الضامرة
المغزولة كالأفراس
بأسنانها المصطكة
حين تتحرك إلى أبد ارباض عشبية
تتحرك كعائلة،
ملتحفة بثياب بروزها المتشابك
وحين تتوسع تميل إلى غائية جسدها
قرمزية،
ومجيبة كالصيف.
(3)
شطر فراسخ الدروب البربرية،
ومن حين لآخر
تجنح الروح، حيث الوحي
يجيء من جانب آخر.
تلتصق بعظام مسخ الوعورة
لسواحل لا نهائية.
هذا الحدث المقدس
يطير ثملاً ..
مترنحاً،
كما السهم المريّش الساهم
إلى سماء
مستقيماً.
(4)
تبرزان على سطح برتقالي
يرتفع بلا نهاية،
عيناكِ
من مزلاج عنقكِ الأهيف.
أنامل أصابعكِ صديقاتٍ.
تلكم كانت تلحف عينيّ الحزينتين
تأخذني لحضن أذرعها السوداء.
مطوقاً بالحنين،
أتلمس رخائي .
أيتها البجعة السماوية
ما من أحد لمس كتفي المنهارة
لحظة توقف خفقان جناحيكِ الملتوي
وانطبقت السماء
شاحبة تحت قدميكِ!