( لماذا نكتب الأدب ولماذا نحب الشعر ؟!) الإنسان بطبعه وطبيعته ومن طبائعه أن يعيش مع غيره وأن يتعامل مع كل شيئ في هذا الوجود ! ليس بالضرورة مع أخيه الانسان فقط مع أن الضرورة تقتضي ذلك ! لكن تراه اذا رأى قطّاً بسبس له بلغته ! واذا رأى عصفواً شقشق له (أي الانسان ) بزقزقته ! وكأنه خبير بعلم منطق الطير ! واذا رأى جملاً ناداه وأناخه أو نهضه ! وهكذا على مدار العمر والساعة يعبّر الانسان عن مشاعره تجاه كل شيئ ينبض ويتحرك ويمتلك أي شعور ! وكأن النبض يتساوى فيه الأحياء بشكل أو بآخر ! وبنسبٍ متفاوته ! وكأن المخلوق من كل شيئ بينه وبين المخاليق نَسَبْ ! فالانسان محشوّ بالمشاعر النبيلة وبمثلها المشاعر الرذيلة ! ويتصرف إزاء كل شيئ على ما تنطوي عليه نيّته ! لأن الخبث يتساوى في النفس مع الجمال ! فإما أن يفيض من المرء زفرات العلل مُسْتَمِدَّاًً حرائق نفسه من شعلة جهنم ! لهذا فهو يعبر عن حقده بالسموم وزفرات الغموم وتخريب الدنيا وهو ملوم ! أما الانسان السويّ فهو البشوش الهشوش يقدم للدنيا بأسرها كل جمال ويرشرش على سماء حياته الندى والكمال ! فترى الشاعر يفيض بشعره والأديب بأدبه والكاتب بعلمه ! كلٌّ حسب نيته ! والله يتولى السرائر ! فمن كانت نيته الرضى والحب لا يعرف الزفرات والآهات الا من آثار عشقه وحبه ! لكنه مع رؤية من يحب تهدأ مكونات نفسه بالأمن والأمان ! أما ذوي النوايا الخبيثه فشعلة النار في قلبه على مدار الساعة ! لتبقى بصّة جمرته محمرّة لا يعرف معها طعم الأمان حتى تصل به الى جهنم وهي متقدة ! فيا لسلامة القلوب ما أعظم بركاتها وأقلّ ويلاتها ! الأديب وصفي المشهراوي ...