سألني حبيبٌ ممن يحب الشعر أكثر من النثر : ما الفرق بين الشاعر والأديب أقصد بين الشعر والأدب أقصد هل الشعر هو نفسه ذات الأدب أقصد .. قاطعته قائلاَ : مابال لسانك قد تعلم تكرار اللفظة ووقف عندها أقصد أقصد أقصد ! تعلم يا صديقي الجملة المفيدة والقول الحميد ودع عنك حشو الكلام الذي لا يفيد أحداً ولا يستفيد منه أحدٌ ! قال هل تذكر لي بيتاً من الشعر يؤيد قولك وموعظتك لي : قلت يا سبحان الله هل تحب الشعر الى درجة أنستك جمال النثر ولآلئه ! قال : اعذرني فأنا أحب الشعر كثيرا لكنني أرى نثرك قد أضاء السطور وأشرق بالسرور ! قلت ما دام ذلك كذلك ( اذا انقاد الكلام فقُدْهُ عفواً ) بسهولة ويسر ولا تتكلف حشو الكلام فتمقت القارئ وتقشعر منك السطور وتضيق منك الصدور ! الفرق بين الشاعر والأديب أقصد بين الشعر والأدب أقصد هل الادب هو ذات الشعر أقصد ...هنا قاطعني صديقي قائلاً : ما الفرق بيني وبينك في حشو الكلام وهل أنت بحاجة الى موعظة مثل ما وعظتني به ؟ قلت له : قولك والله عين الصواب لا فرق بيننا فيما ذكرت والسبب الرئيس الذي دعاني سرد ما نهيتك عنه هو أنني استثقلت على نفسي أن أكون معك فظّاً غليظا فانتقمت من نفسي وأحببت تأديبها من حيث قست ! قال الله الله ما أجمل تواضعك قلت له الله الله ما أعظم تقديرك ! قلت له سأبدأ الآن بشرح ما سألتني عليه وأسرد لك بالتفصيل ما سألتني عنه ! قال لا والله لن تجيبني عن اي سؤال سألتكه ! قلت له لم ؟ قال تعلمت من أدبك ونثرك جميل المواعظ وحسن التواضع وهذا ما يكفيني التمييز بين الشعر والأدب فحسن القول من الشعر أو الأدب هو مناط ما دارت عليه رحى الوئام وهو أيضا ماسارت على هديه الركبان في اليقظة أو المنام ! قلت له سلمت قال طبت أنت وسلمت ! قلت لله ما أجمل نثرك قال لله ما أعطر دررك وافترقنا بعد أن خلطنا حابل الشعر بنابل النثر الجميل ! الأديب وصفي المشهراوي ...