سألني صديقي المولع بالنحو والإعراب والذي يهزه بيتٌ من القصيد أكثر من جمال الغيد : أنا تعلمت منذ نعومة أظافري قبل أن تمسي ذات مخلب وظلف ! أن الكلمة في لغتنا الجميلة لا تتعدى واحدة من ثلاث : إما أن تكون اسما أو فعلاً أو حرفا ! لكنني سمعت حديثا بأن هناك أسماء أفعال ! هل لك أن تفيدني يا رعاك الله ؟قلت له : ان الحديث عندك قديم عند غيرك ! فاسم الفعل كلمة تدل على ما يدل عليه الفعل غير أنها لا تقبل علامته وهو إما أن يكون بمعنى الفعل الماضي مثل (هيهات ) بمعنى بعُد ! أو بمعنى الفعل المضارع مثل (أُفِّ) بمعنى أتضجّر ! أو بمعنى الفعل الأمر مثل ((آمين ) بمعنى استجب ! وهناك أسماء أفعال مثل (شتان) بمعنى افترق ! و(ويْ) بمعنى أعجب ! و(صه) بمعنى اسكت ! و(مه) بمعنى انكفف ! و(عليك) بمعنى إلزم ! و(اليك عني) بمعنى تنحّ عني و( ها وهاك وهاء) القلم كلها بمعنى خذه ! هذا بشكل مقتضب دون الحاجة الى لحمٍ وناروحطب ! لكن هناك ملاحظة يجب ان يعرفها الجميع : أن اسم الفعل يلزم صيغة واحدة للجميع فنقول (صه) للواحد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث الا ما لحقته كاف المخاطب فيراعَى فيه المخاطَب ! فنقول : عليكَ نفسَك وعليكما نفسيكما وعليكم أنفسكم وعليكن أنفسكن! أنار الله مصابيح عقلك ! قال آمين ! تبسمت وقلت أنت طبّقت ما نحن بصدده فكلمة آمين اسم فعل أمر بمعنى استجب يا الله ! هذه حروفنا المشرقة التي تختلف عن حروف الدنيا كالنجم المضيئ بذاته والمضيئ لغيره ليس كالكوكب المظلم الذي ينتظر شعاعة برق من غيره ولعاعة نور مِن سواه ! فالنور يجلب السرور والظلمة تعرفها القبور !! الأديب وصفي المشهراوي ..