(قصة الببغاء واليمامة والحمار)
كان هذا الببغاء فقيراً مثل تلك اليمامة التي يحبها ، وعندما تزوجا انجبا عصفورة صغيرة جميلة محبوبة من الجميع ، وعاشت تلك الأسرة سعيدة ، لكن الأحوال قد تغيرت وصار بينهما خلاف حاد لدرجة أن الببغاء طلق تلك اليمامة ، فاشتكته إلى الحمار قاضي الجزيرة ، فأمر بإحضار الببغاء فجاء الببغاء ولبى الدعوة ، ودون النظر في أسباب المشكلة ومن المخطئ ودون حتى أن يواجههما ببعض، نهق الحمار نهيقاً أعلن من خلال هذا النهيق أن العصفورة ابنتهما ستكون في حضانة اليمامة الأم ، وأن الببغاء يقوم بدفع مبلغٍ من المال قدره ألف وتسعمائة وتسعة وتسعون ، فقال الببغاء سيدي الحمارهذا المبلغ كبيروأنا كما تعلم فقير ، فقال لا فأقل مرتب يأخذه أصغر الحميرمائة ألف أو يزيد،
فقال سيدي هذه مرتبات الحمير أما نحن فمرتبنا لا يزيد عن الخمسمائة وهذا شيء أكيد ، فلا تحكم من خلال مرتبك واحكم بمرتبي الذي ربما يقل ولا يزيد ، فقال الحمار قضي الأمر وجاري التنفيذ ، وبما أنك أبوه فمطلوبٌ منك أن تذهبُ إليه مرتين في اليوم لترضعه وتلاعبه ومما معك تعطيه .
هنا تنبه الببغاء أن قاضيه حمارٌ لا عقل فيه يهديه فقال ساخر وهو يطير صدق من سماك حمار يا سيد الحمير .
بقلمي / أحمد عبد المجيد